يفترض أحد الأطباء أن تكون بعض حالات الإصابة بالشيزوفرينيا أو انفصام الشخصية راجعة لنقص كمية الشمس التي تتعرض لها الأم الحامل أثناء فترة حملها
وكان يعتقد منذ أكثر من ثمانين عاما أن هناك موسم لحالات الإصابة بالانفصام في أمريكا الشمالية وأوروبا في شهر مارس آذار
فالأطفال الذين يولدون بين شهري فبراير شباط وأبريل نيسان أكثر عرضة للإصابة بانفصام الشخصية عن غيرهم من الأطفال المولودين في أوقات مختلفة من العام بنسبة عشرة في المئة
وأعتٌقد أن الأمهات اللاتي يصبن بعدوى مثل الانفلونزا أثناء حملهن في الفترة التي يتشكل فيها مخ الجنين يكن أكثر عرضة لإنجاب أطفال يعانون من الانفصام
لكن دكتور جون ماكجارث الطبيب النفسي بمركز كوينزلاند لأبحاث مرض انفصام الشخصية في بريزبان باستراليا يفترض أن السبب الرئيسي ربما يكون نقص الأشعة تحت البنفسجية
وقالت المؤسسة القومية لدراسات انفصام الشخصية لبي بي سي إن النظرية مثيرة للاهتمام، لكن يجب أيضا عدم لوم الأمهات اللاتي لا تحصلن على كمية كبيرة من أشعة الشمس إذا أصيب أطفالهن بالمرض
أسباب المرض
ولا يوجد سبب واحد لهذا المرض. فهناك العديد من العوامل الجينية والبيئية التي يمكن أن تكون سببا في المرض، لكن حتى الآن لم يعرف العلماء كيف تتسبب تلك العوامل في الإصابة بالانفصام
لكن مجلة نيو ساينتست التي نشرت الأبحاث التي أجراها دكتور ماكجراث تقول إن موسم الولادة له علاقة بالإصابة بالمرض بأكثر من العوامل الأخرى ومن بينها العوامل الجينية
ولا يتفوق على احتمالات الإصابة بالمرض في موسم الربيع سوى الولادة في المدينة
ولاحظ دكتور ماكجراث أن هناك زيادة في نسبة المواليد المصابين بالانفصام كل ثلاث إلى أربع سنوات في كوينزلاند
ولا تتزامن هذه الفترات مع تفشي مرض الإنفلونزا في فترة ما، لكنها تأتي بنفس معدل حدوث ظاهرة النينيو المناخية التي تؤثر على المناخ وتؤدي لحجب الشمس وبالتالي لحجب الأشعة تحت البنفسجية
ويحصل الجزء الجنوبي من الكرة الأرضية على نسبة خمسة عشر في المئة من الأشعة تحت البنفسجية بأكثر من النصف الشمالي، الأمر الذي يقول علماء إنه يفسر سبب زيادة عدد المصابين في أمريكا وأوروبا
فيتامين دي
وتقوم الأشعة تحت البنفسجية بتحويل مادة تشبه الكوليسترول في الجلد إلى فيتامين دي
وقال دكتور ماكجراث إن فيتامين دي يقل في الشتاء، وفي المدن ولدى أصحاب البشرة الداكنة الذين يهاجرون إلى الدول الشمالية
وهؤلاء جميعا تزيد عندهم احتمالات إنجاب أطفال مصابين بانفصام الشخصية
لكن لا يعرف الدور الذي يلعبه فيتامين دي في نمو المخ على الرغم من أن بعض التجارب تفترض أنه ربما يكون ضروريا لنمو المخ والأنسجة
لكن ماكجراث حذر الحوامل من تناول امدادات من فيتامين دي لأن كثرته يمكن أن تؤدي لتشوه الجنين